البقاع

يمتد سهل البقاع المتميز بالخصوبة والجمال بين سلسلة جبال لبنان والسلسلة الشرقية الموازية.

وهو يشكل ممراً إلزامياً بين شمالي سوريا وفلسطين حيث كانت تعبره قديماً القوافل حيناً والغزاة تارةً أخرى. أما اليوم، فإنه يعتبر أكبر مساحة زراعية في لبنان تنتشر فيه المزارع والقرى والحقول وكروم العنب التي تغطي السهل بوشاح متعدد الألوان، وغالباً ما تسدّ طريقك الجرارات الزراعية التي تحصد الشمندر السكري، والرعاة الذين يقودون قطعان الخراف والماعز على جانبي الدرب، والأفضل أن تحمل دائماً بيدك آلة تصوير لإلتقاط المناظر المدهشة التي تفاجئك عند المنعطفات.






على إرتفاع متوسط يبلغ ألف متر تقريباً، يتميز مناخ البقاع الجاف في فصل الصيف بالطقس الحارّ خلال النهار والأمسيات الباردة المنعشة، وفي فصل الشتاء، يكون النهار بارداً في معظم الأحيان تتخلله الشمس المشرقة. يشتهر البقاع بالمواقع الأثرية الوافرة وأبرزها معابد "بعلبك" الرومانية العظيمة، غير أن الزوار يقصدونه أيضاً للمطاعم الشهية المنتشرة في ربوعه.







والواقع إذا كنت تحبّذ المطبخ اللبناني، فسوف تلاحظ بسرعة أن الأطباق البقاعية تختلف عنها في بيروت، فهناك أطباق العصافير المشوية وقوائم الضفادع الشائعة جداً، وإذا أردت تناول الغداء في أحد مطاعم عنجر قرب الموقع الأثري فما عليك سوى طلب أصناف سمك التروتة كما يمكنك تذوّق الأطباق الأرمنية الشهية. عند الإنتقال من بيروت إلى عنجر، يعتمد معظم الناس طريق الشام حيث يجتازون ممرّ ضهر البيدر الجبلي على إرتفاع 1510 أمتار تقريباً، وفي الفترة الممتدة بين شهري كانون الأول وأيار، فغن هذه الطريق تكشف غالباً عن مشاهد طبيعية جميلة مكللة بالثلوج الناصعة البياض، أما إذا كنت تحب المغامرة فقد تعجبك طرق أخرى عبر جبل لبنان أو طريق بشري – الأرز في الشمال، غير أن هذه الخيرة تكون مقطوعة في فصل الشتاء بسبب تراكم الثلو.


ويمكن أيضاً إعتماد طريق ضهور شوير في منطقة المتن نحو زحلة، أو طريق المختارة في الشوف التي تؤدي إلى جنوبي البقاع. سواء كنت تقود سيارتك بنفسك أو إذا كنت منتقلاً بسيارة أجرة، إحتفظ بخريطة جغرافية كي تزيد رحلتك إستمتاعاً. عند التجول في المنطقة تذكر أن الأماكن ليست كلّها مجّهزة بلافتات إشارات الطرق، وإذا صادفت إحدى هذه اللافتات فاعلم أنها تدّل غالباً على الطريق المؤدية إلى تلك القرية وليس القرية نفسها.